علا غانم امرأة شاذة جنسياً في (بدون رقابة) وتهاجم الرجل الشرقي لأنه مريض وازدواجي
هل السحاقيات موجودات بكثرة في المجتمعات العربية والإسلامية إلى الدرجة التي تدفع بصانعي السينما إلى نقلهن في الأفلام والتحدث عنهن كبطلات مأسويات متألمات ينبغي نقل عذاباتهن الى الجمهور؟ هذه السؤال أصبح مقبول الطرح بعد تكرار وجود شخصية الفتاة الشاذة جنسياً في الفيلم العربي منذ فترة. فهذه الشخصية أشير لها مع مديحة كامل في فيلم ومع ميرفت أمين في فيلم آخر، وفي الأفلام الجديدة نرى فيلم (حين ميسرة) وكذلك فيلم (بدون رقابة) الذي ستؤدي فيه علا غانم شخصية فتاة شاذة جنسياً.
تدخل الفنانة المصرية علا غانم في مرحلة جديدة من مراحل عملها الفني الذي لفت إليه الأنظار في كل أعمالها، وهذه المرة مع دخولها في فيلم (بدون رقابة) الذي رفضت الإشارة إلى اي من تفاصيله، خصوصا أن شائعات طالت الشخصية التي ستؤديها في هذا العالم السينمائي وتتمحور حول فتاة سحاقية، حيث عبّرت علا غانم أن وجود السحاقيات في المجتمع العربي والمصري حالة يجب الاعتراف بها ولايجوز تجاهلها.
بعد رواج خبر أداء علا غانم لدور شخصية فتاة شاذة جنسياً تلقت الفنانة كثيراً من الأسئلة التي وصلت حد الاستهجان، أحياناً، لما في هذا الدور من محاذير، فقالت علا لمنتقديها: " لماذا علينا أن نغمض عيوننا عن وجود السحاقيات اللاتي هن موجودات أصلاً في مجتمعاتنا؟" مؤكدة بأنها قد تكون قابلت أيا من السحاقيات إن لم يكن في بلد عربي ففي آخر أجنبي أو عربي. رافضة الخوض في تفاصيل الشخصية إنما دافعت عن طبيعتها الخاصة والاستثنائية. وعندما تم توجيه الأسئلة الكثيرة الى طبيعة هذه الشخصية وغرابتها وتناقضها مع قيم المجتمعات المحافظة، كالمجتمع الاسلامي، اختصرت علا غانم على الجميع تأكيدها بأنها ستمثل شخصية جريئة لا نمطية، بدون أن يقع العمل في التورط بتفاصيل تجارية ولافتة تسيء للعمل كفكرة جريئة وخاصة، بمعنى أن لايستدرج العمل الى المشاهد الساخنة من النوع المبتذل، على حد تعبيرها.
تكرر ظهور علا غانم بعدد من الأدوار الجريئة والتي تظهر فيها مرتدية الألبسة الجريئة كالظهور بالمايوه (لباس السباحة) مما حدا بمنتقديها اتهامها بأنها تتعمد الظهور بذلك المظهر المثير واللافت للأنظار، الأمر الذي رفضته الفنانة عبر تأكديها بأنها أدت أدوارا عديدة بدون الظهور بألبسة غير محتشمة، كظهورها في "محامي خلع" و "سهر الليالي" و"ليلة البيبي دول".
الفيلم المشار إليه (بدون رقابة) أثار ردود الأفعال حتى قبل الانتهاء من إخراجه وعرضه، وأحدث أزمة في الرقابة بسبب تناوله لشخصية فتاة شاذة جنسيا وأداء علا غانم لهذه الشخصية، حيث علم بأن الرقابة طالبت بحذف هذه الشخصية لما تحمله من إشكاليات ولما قد تخلقه من ردود أفعال، كذلك قامت الرقابة بالطلب الى الجهة المنتجة الى تعديل في الحوار الذي وصفته بأنه جريء يتضمن عبارات حادة تخدش الحياء ولاسابق لها في الفن السابع العربي.
كل هذه الانتقادات ورود الأفعال دفعت بالفنانة علا غانم للقيام بهجوم استباقي على الرجل في الشرق معتبرة أنه مصاب بالازدواجية ومسكون بالعقد النفسية المرَضية، وأنه لايمكن الركون الى طبيعته هذه دون مناقشتها بجرأة في فن السينما. وعبّرت علا غانم عن تضامنها مع كل قضايا المرأة العربية الى درجة تعتبرها بأنها قضية شخصية لها تعشق أن تناقش في كل همومها، ذلك أن المرأة الشرقية، على حد تعبير علا غانم، لم تحصل أبداً على اي من حقوقها.