دندونة والأحباب
زيارة مفاجاة Welcome%20%2822%29
دندونة والأحباب
زيارة مفاجاة Welcome%20%2822%29
دندونة والأحباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دندونة والأحباب

منتدى ياكل الجوووووووو
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

                


 

 زيارة مفاجاة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
**دقات قلب**
*
*
**دقات قلب**


الجنس ذكر الميزان عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 23/09/2009
العمر : 28
الموقع الموقع : معنديش

زيارة مفاجاة Empty
مُساهمةموضوع: زيارة مفاجاة   زيارة مفاجاة Icon_minitimeالأحد سبتمبر 27, 2009 5:58 am

دفع طارق باب الحديقة بقوة و دخل راكضا، في لحظات كان قد تجاوز الأمتار الخمسة التي تفصله عن باب المنزل في وثبتين رشيقتين.
هتف و هو يدخل مسرعا : السلام عليكم...

ثم مر مباشرة إلى غرفة الجلوس، رمى بحقيبته المدرسية جانبا و فتح الجهاز العجيب. تسمر طارق أمام شاشة التلفاز يتابع بعيون مفتوحة عن آخرها و تركيز تام أحداث الشريط المصور للأطفال. كان حماسه قد بلغ ذروته و هو يرفع يده ملوحا مع قفزات البطل الهمام الذي يركض في الطرقات المتفرعة بسرعة مبالغ فيها و يتجاوز الحواجز برشاقة لا مثيل لها تلاحقه مجموعة من الأشرار على دراجات نارية و آخرون في سيارات سوداء. و البطل شاب شجاع، ملامحه طفولية لكن أفعاله مبهرة. و وجد طارق نفسه يهتف و أنفاسه تتلاحق مع أنفاس البطل المتسارعة : "هيا يا وليد! لا تتوقف أرجوك، سيلحقون بك!"

كان البطل وليد، شخصية الصور المتحركة قد توقف من التعب ليستجمع قواه، و قد أوشك ملاحقوه على اللحاق به.

ـ طارق، هل يمكنك أن تذهب لشراء بعض الحاجيات؟ يلزمني الزيت و معجون الطماطم لتحضير الغداء

لم يجب طارق و لم يبد عليه أنه سمع كلام أمه أصلا
ـ طارق بني، أبوك سيعود بعد قليل من العمل... يجب أن أعد الغداء قبل وصوله. ليس لديه الكثير من الوقت للانتظار. تعرف أن أباك يدخل مسرعا و يخرج مسرعا للعودة إلى عمله...

لم يلتفت طارق إلى أمه و لكنه هتف منفعلا
ـ نعم الآن! اقفز، لن يلحقوا بك!

تنهدت الأم في يأس
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله، أمري إلى الله...

خرجت الأم إلى البقال و عادت بعد قليل تحمل المشتريات. في طريقها إلى المطبخ مرت بغرفة الجلوس و ألقت نظرة على طارق. كان لا يزال يشاهد التلفاز لكن لم يكن هناك نفس الأبطال. الإطار كان ملعب كرة قدم... الجميع يركض خلف الكرة بإصرار و بدا طارق أكثرهم إصرارا!

ـ نعم هياَ! حاصره، من هنا... لا تتركه يمر، أحسنت خذ منه الكرة...

بدا كأنه مدرب فريق الكرة من الشخصيات المصورة. يوجه الجميع و يوزع التعليمات يمنة و يسرة
ـ الآن... سدد الآن!!

هزت الأم رأسها في أسى و عادت إلى مطبخها دون أن تنطق بكلمة.
فتح الأب الباب و دخل قائلا
ـ السلام عليكم...

ظهرت الأم مبتسمة و أخذت عنه معطفه و أكياس الحاجيات.
ـ أين طارق؟ أليس هنا؟

أشارت الأم في امتعاض إلى غرفة الجلوس و هزت كتفيها في تسليم. توجه الأب إلى غرفة الجلوس و نظر إلى طارق الذي لم ينتبه إلى وجوده
ـ السلام عليكم...

ـ و عليكم السلام و رحمة الله...
رد طارق دون أن يلتفت أو يرفع عينيه عن الشاشة

ـ كيف كانت المدرسة اليوم؟

ـ بخير, الحمد لله
كان طارق يتكلم بآلية دون تركيز و قد استحوذ برنامجه المفضل على كل اهتمامه

ـ ما هذا الذي تشاهده؟
ـ هه؟
لم يلتفت طارق فقد كانت عيناه مثبتتين على الرجل الذي يظهر على الشاشة واضعا طربوشا أحمر و يلتف في رداء أسود و يقف وسط الحلقة و قد أحاط به جمع من الأطفال يراقبون حركاته بنظرات تشبه نظرات طارق من حيث التركيز و الاهتمام.

ـ ما الذي يفعله هذا الرجل؟
سأل الوالد في محاولة لتحويل اهتمام طارق و فتح باب الحوار

ـ إنه ساحر...
أجاب طارق باقتضاب حتى لا يضطر إلى ترك البرنامج و لو للحظة قصيرة.
تطلع الأب إلى الشاشة للحظات ثم هتف
ـ هذا الرجل ليس أبرع مني في السحر، يمكنني أن أقوم ببعض الألاعيب أمامك إن شئت!

نظر إليه طارق في ملل و إشفاق
ـ أرجوك أبي، فيما بعد... ألا يمكنني أن أشاهد ما يقوم به أولا؟

قام الأب في يأس و هو يقول في نفسه " لا فائدة".
انتهى الأب من غدائه و قام للعودة إلى عمله. في طريقه مر على غرفة الجلوس ليلقي نظرة.
ـ طارق، لا تنس أن تقوم بدروسك... و لا تنس وقت الصلاة!

رفع طارق رأسه هاته المرة لثانية واحدة ليلوح لوالده و يقول مطمئنا
ـ لا تقلق، سأفعل...

كان طارق لا يزال يتابع برنامج الساحر... و فجأة تغيرت ملامح الساحر، و بدا كأنه يوجه نظراته إلى طارق بالذات. عقد طارق حاجبيه في شك ظنا منه أنه يتخيل، لكن الساحر هتف به :
ـ أنت... يا ولد!

تلفت طارق حوله في ارتياب، لكن الساحر لم يمهله، و بحركة بهلوانية رشيقة قفز خارج الشاشة ليقف أمامه مباشرة! ذعر طارق و هب واقفا و هو لا يكاد يصدق ما يرى... لكن الساحر تابع :
ـ ألا تخجل من نفسك؟ كيف تخاطب والدك بهذا الإهمال؟ ثم هل عملت بما أوصاك؟ انظر إلى النافذة... لقد تأخر الوقت و حل الظلام و أنت لم تقم لأداء صلاتك بعد!

في تلك اللحظة تناهى إليهما صوت آخر يأتي من ناحية الجهاز... صوت مألوف بالنسبة إلى طارق :
ـ معك حق أيها الساحر... أنا أيضا لم تعجبني تصرفات طارق!

التفت طارق ليجد قائد فريقه المفضل في كرة القدم يظهر على الشاشة و هو لا يزال يرتدي بدلته الرياضية المميزة. و في لمح البصر، كان هو الآخر قد قفز في خفة و لياقة و وقف قبالة طارق بعد أن اخترق الواجهة البلورية دون أن يكسرها! اقترب منه طارق في انبهار ومد يده إليه ليلمسه و هو يهتف :
ـ هل أنت حقيقي؟

كان الخوف قد ذهب عنه و حل محله الفضول و الانجذاب القديم نحو شخصياته المفضلة التي زارته في منزله دون سابق موعد... تجاهله اللاعب الشاب و هو يقول في حزم :
ـ أنا أيضا شاهد على سوء معاملتك لوالديك و عدم طاعتك لهما... كيف تترك والدتك تخرج إلى البقال لشراء الحاجيات، في حين تجلس أنت أمام التلفاز في لامبالاة؟ و ماذا لو فاتتك الحلقة... يمكنك مشاهدة الإعادة... في حين أن رضا والدتك عنك لا يتحمل الإعادة! انظر إلي و إلى مهارتي و شهرتي... هل كنت لأحقق شيئا لولا رضا والدي عني؟ طبعا لا!

ـ و لا تنسوا أمرا هاما!

التفت الجميع إلى مصدر الصوت ليكتشفوا القادم الجديد الذي أخذ مكانه بينهم بدون أن يشعروا بوجوده... إنه البطل الهمام الذي ينقذ الضعفاء و يقف في وجه الأشرار دائما! بطل الشريط المصور الذي يدمنه طارق أكثر من أي برنامج آخر!
ـ دراستك يا صديقي! رأيتك و أنت ترمي حقيبتك المدرسية منذ وصولك... و ها أن النهار قد انقضى و أنت لم تتحرك من مكانك، و لم تراجع دروسك!

طأطأ طارق رأسه خجلا أمام الشخصيات التي يحبها و يتابعها كل يوم بكل لهفة... لكنه كان خجلا من نفسه، لم يرد أن يكون لقاؤه الأول بهم بهذا الشكل... هل بقي لديه أمل لكسب صداقتهم؟

ـ اسمع...

رفع رأسه حين تكلم الساحر:
ـ نحن يسعدنا أنك تحب برامجنا و تتابعها... و لكننا نريد مصلحتك... و لا نود أن نكون السبب في ضياعك...

هز طارق رأسه متفهما فبادره اللاعب الرياضي :
ـ إذن، هل أنت مستعد لتغيير تصرفاتك؟
هز رأسه من جديد في حركة سريعة معبرا عن موافقته. نظر إليه بطل الشريط المصور و قال :
ـ و ما الذي ستفعله الآن؟

ـ سأقوم بدروسي... و أطيع والدي و أسمع كلامهما...

عقد الساحر حاجبيه و هو يقول :
ـ ألم تنس شيئا؟

حك طارق رأسه متفكرا ثم هتف :
ـ الصلاة... نعم!

ـ نعم أحست... لا تنسى أننا نراقبك... و أن الله يراقبك!


ـ طارق، طارق، استيقظ... هل أديت صلاتك؟

فتح طارق عينيه بصعوبة، كانت أمه تهزه في رفق. تطلع إلى النافذة : الحمد لله لم تغب الشمس بعد! لكن شخصياته المفضلة كانت قد اختفت... التلفاز لا يزال مفتوحا و يعرض نشرة الأخبار.

ـ طارق، هل صليت العصر؟

وقف طارق في سرعة و فرك عينيه ليطرد آثار النوم
ـ سأذهب حالا يا أمي... و لن أتخلف عن صلاتي مستقبلا... و أعدك بطاعتك و طاعة والدي... و سأهتم بدراستي أيضا...

نظرت إليه أمه في حيرة في حين قبّلها طارق بسرعة قبل أن ينهض للوضوء و على شفتيه ابتسامة عريضة... لقد كان حلما جميلا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
crazy_love
*
*
crazy_love


الجنس انثى الجدي عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
العمر : 28
الموقع الموقع : حسب التساهيل

زيارة مفاجاة Empty
مُساهمةموضوع: رد: زيارة مفاجاة   زيارة مفاجاة Icon_minitimeالخميس نوفمبر 05, 2009 9:24 am

ميرسي كتير علي القصة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زيارة مفاجاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دندونة والأحباب :: القسم الأجتماعي والأدبي :: القصص والحكايات-
انتقل الى: