عمرو دياب: القمة جعلتني أكثر تواضعاً وإصراراً على النجاح
سعادة بالغة يعيشها الفنان عمرو دياب بعد اطمئنانه على المبيعات التي حققها ألبومه الجديد ” وياه ” واعتلائه قمة إيرادات الموسم الغنائي الصيفي بعد 3 فقط أسابيع من طرح الألبوم .
دياب الذي حرص علي متابعة سوق الكاسيت بالتنسيق مع شركة روتانا بدت عليه بشدة علامات الارتياح والرضا خاصة بعد أن تلقى سيلاً جارفاً من الاتصالات الهاتفية من نجوم الغناء والموسيقي يشيدون بالجودة العالية للألبوم والأفكار الغنائية المتميزة التي يحملها .
دياب وكعادته دائماً نسب الفضل - بعد توفيق الله - إلى جمهوره الذي وصفه بالمخلص المحب الذي وثق في إمكانياته كمطرب قادر على تقديم كل ما يحلم به في الغناء وظهر إخلاصه واضحا في إصراره علي شراء النسخة الأصلية من الألبوم وعدم تحميلها رغم توافرها مجاناً على شبكة الانترنت رغبة منه في إنجاح دياب وهو ما تحقق بالفعل .
عمرو دياب أكد في حواره مع جريدة “الحياة” اللندنية أن وجوده على القمة جعله أكثر تواضعا وحرصاً وإصراراً على النجاح لأنه عاهد نفسه على أن يكون دائماً عند حسن ظن جمهوره من خلال تقديم ألبومات تعيش لسنوات طويلة لذا لا يهتم إلا بعمله فقط ولا يلتفت إلى شيء آخر.
وفسر دياب غيابه عن وسائل الإعلام طيلة الفترة الماضية بانشغاله في التحضير لألبومه الجديد، إذ سجل نحو 40 أغنية، واختار منها 12 فقط بعد دراسة “متأنية” لرغبات جمهوره.
وأوضح أنه كان “يعسكر” في استديو الصوت أكثر من 10 ساعات يومياً، لأنه يعمل “بروح الهاوي العاشق وعقلية المحترف الذي يدقق في كل التفاصيل حتى يصل إلى المستوى المنشود”، مؤكداً أن هذا ما يتبعه كل نجوم العالم الأكثر نجاحاً وثباتاً على القمة.
وحول كيفية إدارة الحملة الدعائية لألبوماته، خصوصاً أنها تختلف من حين إلى آخر، قال دياب: عملت سنوات طويلة بجد وإخلاص واكتسبت خبرات كثيرة منحتني قوة، خصوصاً في مسألة الدعاية والتي أمتلك فيها أفكاراً جريئة تنبع من متابعتي الدقيقة لكل الأمور المحيطة من حولي، لذلك تخليت هذا العام عن الراعي وقمت بعمل دعاية في شكل مكثف على شبكة الانترنت، وبالنسبة إلى الصور الدعائية، فأنا حريص على أن تثير الدهشة لأن العمل العادي الذي يمر مرور الكرام ولا يترك بصمة لا يستهويني.
وأوضح دياب أنه كان قلقاً قبل صدور الألبوم لإدخال موسيقى الـ “هاوس” الإلكترونية في الألبوم، رغم أنها منتشرة في العالم، إلا أنها قدمت برؤية جديدة وتقبلها الجمهور في شكل رائع، حتى أن مبيعات الألبوم تخطت أرقاماً قياسية كان يصعب تحقيقها في الوقت الحاضر لظروف سوق الكاسيت الصعبة خاصة أنه أوشك على الانقراض في أنحاء العالم، وأصبح هناك آلية جديدة في الخارج للتعامل مع التطور التكنولوجي الرهيب الذي غير من ملامح الإنتاج الغنائي.
وعن سبب اهتمامه الشديد بكل المستجدات في الموسيقى الغربية، قال دياب: “أنا مستمع جيد لكل ما يقدم في أنحاء العالم وأتابع ما يصنعه النجوم لأن الاطلاع على إبداع الآخرين أمر في منتهى الأهمية، فالثقافة الموسيقية تتجدد باستمرار ونحن لا نعيش بمعزل عن العالم، والأجيال الجديدة تعي ذلك تماماً وتتواصل مع العالم الخارجي في شتى مجالات الحياة سواء السياسية أو الفنية أو الاقتصادية وكذلك الرياضية.
وأضاف: اتهمت سابقاً بتقليد الغرب، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً لأنني كفنان عربي أدهشت الغرب بأغنياتي التي تتميز بروحها الشرقية الممزوجة بأعلى مستوى تكنولوجي وموسيقى، ولو كنت اتبعت سياسة التقليد لكنت انتهيت منذ زمن لأن الأصل دائماً هو الذي يعيش.
وأشاد دياب بفريق عمل ألبوم “وياه” المكون من عمرو مصطفى وأيمن بهجت قمر وبهاء الدين محمد ومحمد يحيى وخالد تاج الدين وهاني عبد الكريم وخالد عز وعمرو طنطاوي وحسن الشافعي وتامر حسين، مؤكداً أنهم أدهشوه بالجمل العفوية عالية الرومانسية والألحان الخلابة التي تصل إلى وجدان المستمع سريعاً، وقال إنهم تحملوا مشقة العمل معه واستوعبوا طموحه وأحلامه.
وأكد دياب أنه يراهن دائماً في أغنياته على الشباب، لأنه لا يغفل أن الأجيال الجديدة تتميز بفكرها ورؤيتها الخاصة للحياة، واعتبر أن الشباب هم أصل الأمة العربية لذلك حرص على توجيه رسالة خاصة لهم في برنامجه التلفزيوني “الحلم” الذي عرض قبل فترة على شاشتي “روتانا” و”التلفزيون المصري.
وقال: رغبت في أن أوضح للشباب أن النجم الذي يرونه الآن ويتابعون نجاحاته وجوائزه هو إنسان بسيط من ريف مصر لم يكن يملك سوى موهبته وإصراره على التميز، وبعزيمته استطاع تحقيق أحلامه من دون أن ييأس لحظة، وعندما نجح قرر عدم التنازل عن القمة رغم صعوبة المهمة، إلا أنه كان عند حسن ظن جمهوره الذي منحه ثقته وواصل إبداعاته على مدار السنوات الماضية”.
ونفى دياب أن يكون تخلى عن مشروعه الغنائي الخاص باكتشاف المواهب الشابة، موضحاً أن المشروع سينفذ خلال الفترة المقبلة وبرؤية جديدة لأنه أحد أحلام حياته، “خصوصاً مع وجود مواهب عدة في مصر لا بد من مساندتها لدعم الساحة الغنائية العربية”.
ورفض ما يقال عن أنه يصر دائماً على تلحين بعض أغنيات ألبوماته، وأضاف دياب “ألحن الأغاني التي أشعر بأنني سأضعها في الإطار الموسيقي الملائم لها لأنني أمتلك إحساساً موسيقياً يمنحني قدرة توصيل الفكرة للمستمعين في شكل مبسط، وهذا ما حدث في أغنيات “آه من الفراق” و”مالك” وأيضاً “إلا حبيبي” التي شاركت في تلحينها، وأنا لا أتعمد التلحين ولكن عندما يجذبني الموضوع وأجد نفسي ألحن تلقائياً، فإنني لا أتوانى لحظة في طرح رؤيتي، علماً أنني لحّنت كثيراً من الأغنيات ولم أضمها إلى ألبوماتي”.