بسم الله
لقد حاول الكثير من الفلاسفة في مختلف العصور الاستدلال على وجود الله من خلال حوار العقل فمنهم من آمن ومنهم من الحد وكفر
وهذا ما وقع به بعض العلماء المسلمين والذين يسمون بالمعتزلة والذين حاولوا أن يفهموا كينونة وماهية الله من خلال العقل والفلسفة فوقعوا في طوام جمة فنفوا صفات الله ورؤيته وكلامه وكل شيء تقريبا
وسبب خطائهم هذا يتمثل في أن الله هو خالق الكون والوجود والدنيا فكيف نحكمه بما خلق وندخله في معطيات الحياة الدنيا من قوانين ومبادئ فهنا يصبح الله مخلوق وليس خالق
ولكن ديكارت الفيلسوف الفرنسي أعطى مفهوم جميل وواضح يفهمه الإنسان العادي قبل الفيلسوف
رينيه ديكارت 1596-1650ميلادية : يؤمن بان العقل وحده من يقودنا إلى المعرفة (هذا خطأ طبعا )
كما انه كان يؤمن بان الروح مختلفة عن المادة مثل أفلاطون
وتتلخص فكرته في الأتي:
((أن كلا من المؤمن والكافر والشاك يقيم إيمانه أو كفره أو شكه على رأي صادر من عقله وفكره , ومادمت أفكر أنا إذن موجود وإذا كنت موجودا فأما أن أكون أوجدت نفسي أو أوجدني غيري, فإذا كنت أنا الذي أوجدت نفسي فان فيني عيوبا ونقائص لابد من تلافيها كي أصل إلى الكمال ولكني رغم شوقي إلى الكمال فاني لا استطيع تحقيقه ومادمت لا استطيع تحقيقه فانا عاجز . ومادمت عاجزا عن تحقيق الكمال لنفسي من باب أولى أنني اشد عجزا عن خلقي لنفسي
وإذن فقد خلقني غيري وهذا الغير لابد أن يكون أكمل مني لان الناقص لا يخلق ما هو أكمل منه ولا يمكن أيضا أن يكون مماثلا لي فلم يبق إذن إلا المطلق وهو الواحد الخالق الأحد.))
إن فكره الكمال هذه لايمكن أن تأتي إلا من كائن كامل أي الله فوجود الله بالنسبة لديكارت حقيقة مباشرة كحقيقة وجود مخلوق مفكر
انتهى كلام الفيلسوف ديكارت
يقول الفيلسوف النرويجي الملحد جوستاين غاردر استاذ تاريخ الفلسفة في جامعة أوسلو في كتابه موجز تاريخ الفلسفة
إن النتيجة التي توصل إليها ديكارت كانت متسرعة
ردي عليه :
لا اعرف حقيقتا ما الذي كان لابد لديكارت أو غيره أن ينتظره حتى يبقى غير متسرعا هل حياة البشر طويلة بحيث تسمح للإنسان بالبحث في كل العلوم الموجودة على وجه الأرض حتى يصل لحقيقة وجود الله
ألا يكفي الإنسان وجوده هو من العدم في زمن معين ومكان معين رغم انفه ويموت رغم انفه
ألا يدل هذا على وجود الله أم يحتاج الإنسان إلى أن يرى الله جهرا حتى يتأكد من وجود الله غريب أمر الملاحده فعلا .
من خلال رأي ديكارت فان فكرة الله فطرية مطبوعة في طبيعتنا كما تحمل اللوحه توقيع الفنان وهذا منطقي .
يقول هذا الفيلسوف الملحد وهو يرد على ديكارت
((لكنني إذا كنت استطيع تخيل وجود حيوان مركب من الفيل والتمساح (تمفيل)فهذا لايعني أن هذا الحيوان موجود في الحقيقة ))
ردي عليه: للأسف يا ملحد وهل وجود الله خيال ام مبني على حقائق نراها في الأرض والسماء تدل على وجوده ناهيك عن الرسالات والأديان
فمثلا إذا رأيت أثار أقدام في الأرض ظاهرة للعيان فهل أقول أنني أتخيل مرور شخص من هنا أم أنها حقيقة واقعية
حقيقة واقعية على مرور كائن حي يتناسب مع أثار اقدامة أكان إنسان أم حيوان ...
فالله ليس تخيل للشيء يا جوستاين ولكنه حقيقة في العقل وصلنا إليها من خلال حقائق دامغة
فعلا فكر الإلحاد أحمق فكر على وجه الأرض .
يقول هذا الفيلسوف الملحد (( أن الكلام عن كائن كامل غير عملي إذا لم تتحقق أهم صفاته أي الوجود))
الرد عليه: وما هو تعريف الوجود عند الملاحده
أليس الملاحدة يستدلون على الوجود من خلال ((هنا هناك فوق تحت))حيزا من المكان
وبالتالي من خلال استدلال الملاحده للوجود فهم ينفون الوجود عن أنفسهم بل عن كل مافي الكون
وهذه حماقة بحد ذاتها
لماذا لانقول اذا كنت انا ارى وانا كائن لست بكامل الايمكن للكائن الكامل ان يكون فوق مستوى ابصارنا ولا نستطيع ان نراه وبالتالي
موجود
ولكن استدلالنا له من خلال اثارة وليس من خلال حواسنا لانه اكمل منا
ومن هنا حواسنا لا تدرك الا ما هو مثلها او ادنى منها
والله اكمل منا واعلى
ومنه حواسنا لاتستطيع ادراكه !!!اليس كلامي صحيح يا ايها الملحد
للاسف الشديد يريد هذا الفيلسوف الملحد وأمثاله من الملاحدة ان الاستدلال على وجود الله يكون من خلال الحواس ثم العقل.
وكلها ركائز عاجزة فالعقل عاجز ومحدود شاءوا أم أبوا
ولنرى ماذا يقول امانويل كانت وهو (فيلسوف روسي من بروسيا الشرقية ولد في سان بترسبورغ في شمال غرب روسيا اليوم عام 1724 م حول عجز العقل وحدوده
كان كانت فيلسوف يجمع مابين الفلسفة العقلانية مثل (ديكارت وسبينوزا) والفلسفة التجريبية مثل (لوك و بيركلي و هيوم)
ففي رأي العقلانيين فأن عقل الانسان يشكل اساس كل معرفة
اما التجريبيين فان الحواس هي التي تسمح لنا بمعرفة العالم
((وكلاهما في نظري خطأ اذا لم يجمعان معا اضافة لتجارب البشر منذ الازل من اديان ومعتقدات
فالطريقتين فيهما عجز شديد )) هذا الكلام لي (الاشبيلي)
المهم كان كانت يجمع المبدأين
كان كانت يقول ان فكرة تجربة الحواس هي اساس المعرفة ولكن العقل هو وحده الذي يملك الشروط اللازمة لتحليل
ما تتوصل له الحواس
رفض الفيلسوف كانت فكرة ادخال فكرة وجود الله والروح والحياة بعد الموت داخل وعاء العقل والحواس
وكان يعتقد أن هذه التساؤلات ليست من اختصاص الانسان لان عقله عاجز وبذلك يرد على الملاحده
والفلاسفة ومن على شاكلتهم الذين يحاولن معرفة الله ووجوده وصفاته وكينونته وماهيته من خلال
العقل وحده
فالعقل بنظرة عاجز
ويرى كانت ان الايمان وليس العقل هو من قاده الى خلود الروح ووجود الله ويقول ان هذه مسلمات عملية لاتخضع لرفض العقل لها لعجز العقل عن ادراكها ونفيها
علما إن كانت كان بروتستانتي من أتباع مارتن لوثر صاحب المنهج الإصلاحي في الكاثوليكية
فكان يقول الايمان قبل العقل
او كما نقول نحن الدين قبل العلم
وليس كما يقول الملاحدة العلم والعقل قبل الدين والايمان
وبذلك ادخلوا أنفسهم في معمعات عقلية
وأعطوا للعقل القدرة اللانهائية
ونسوا أو تناسوا أن العقل محدود وابسط دليل
على ذلك الجنان
أليس الجنان هو حدود العقل !!!!!!!!!