فاجأ الفنان التركي "مراد يلدريم" الذي يؤدي دور "أمير" في المسلسل التركي "عاصي" جمهوره بحديثه اللغة العربية في أثناء تصوير بعض المشاهد في مدينة "حلب" السورية؛ حيث تطلب منه المشهد أن يتحدث اللغة العربية مع سكان "حلب"، في أثناء بحثه عن والده المفقود.
وفي لقاء حضره الفنان "مراد يلدريم" مع مجلة "سنوب" خلال شهر يناير/كانون الثاني، اعترف فيه "مراد" أن والدته من أصل عربي، وأنه من المفترض أن تكون اللغة العربية هي لغته الأم، لكنهم لا يستخدموها بالمنزل، مشيرا إلى أنه ليس بعيدًا عن الثقافة العربية، خاصة أنه في إحدى حلقات المسلسل سيتحدث العربية بدون صعوبة، وإن والدته ساعدته في لفظ الكلمات بشكل صحيح.
وبدأت الأحداث مع "أمير" والتي أدت لسفره إلى "سوريا"، بعد أن وجد رسالة قديمة في منزله المحترق أثارت بداخله الشك حول إمكانية وجود والده على قيد الحياة، وازدادت الحيرة مع الكلمات المكتوبة في الرسالة نفسها؛ حيث ذكر والده اسم عائلة "كوزجي أوغلوا" التي تنتمي إليها زوجته عاصي (الفنانة توبا بيوكشتون).
وعلى الرغم من حيرة أمير من الرسالة التي وجدها، فقد فضل إخفاء الأمر عن الجميع مقررا في الوقت نفسه إخبار رامز (النائب العام) بحقيقة الرسالة لمساعدته في الكشف عن الحقيقة، حيث ازداد شك أمير باحتمال وجود والده على قيد الحياة بعد فتح قبره، مما دعاه للسفر إلى سوريا، وخاصة في سوق مدينة حلب المسقوفة؛ حيث اضطر أمير للتحدث بالعربية مع رجال الاستخبارات السورية الذين كشفوا له وجودهم معه لحمايته من شر "ظافر"، كما تحدث العربية مع والده بعد أن وجده في "سوريا".
الثقافة التركية
ومع حديث الفنان "مراد يلدريم" بالعربية، فقد أظهرت الدراما التركية مدى قرب الثقافتين العربية والتركية وتشابه مفهوم الفن بينهما، مما يضع الاحتمالات حول إمكانية توسيع مساحات العمل بين المجتمعين التركي والعربي، خاصة مع تقارب العادات والتقاليد بين المجتمعين، بأن تظهر أعمال درامية مشتركة بين المجتمعين.
وقدم مسلسل "بيني وبينك 3" نموذجا للدمج بين الثقافة العربية والتركية؛ حيث شاركت الفنانة التركية "توبا بيوكشتون" التي تؤدي دور "عاصي"، والفنانة "سونجول أودين" التي تؤدي دور "نور" في أحداث المسلسل مما أضفى قربًا أكثر بين الثقافتين.
يذكر أن الدراما التركية التي عرضتها شاشة MBC بداية من مسلسلي "سنوات الضياع" و"نور"، والتي تبعتها بمسلسل "لا مكان لا وطن" و"لحظة وداع" و"الأجنحة المنكسرة"؛ قد حققت نجاحا جماهيريا لافتا، وكشفت عن ذلك آراء المشاهدين والنقاد في شتى وسائل الإعلام، واستطلاعات الرأي التي أكدت أنها حققت أعلى نسب مشاهدة.
وأرجع بعضهم نجاح الدراما التركية إلى تقارب العادات التركية من العربية، بينما أرجعها آخرون إلى نجاح "الدبلجة" السورية، وأكد المشاهدون أن الرومانسية والتناول الإنساني الجيد للقصة والأداء المتميز للممثلين من أهم أسرار نجاح الدراما التركية.